كأيّ مواطنٍ هولنديّ يحقّ له التصويت ذهب وزير الصحّة في الحكومة المستقيلة إلى أحد مراكز الإنتخاب للإدلاء بصوته كانت المشكلة أنّ وزير الصحّة تقدّم بجواز سفره كإثبات شخصيّة لدى اللجنة الإنتخابيّة بفحص جواز السفر تبيّن أنّه منتهي الصلاحيّة منذ خمس سنوات وعندها طلب منه رئيس اللجنة رخصة قيادة السيّارة التي يملكها ليتبيّن أنّه نسيها في المنزل .
رئيس اللجنة الإنتخابيّة كان واضحاً عندما قال بالتأكيد أنا أعرف السيّد (هوغو دي يونغ) ومتاكّد من شخصيّته ولكن القانون هو القانون عليه المغادرة وإحضار وثيقة صالحة كما يفعل الهولنديّون بعد ذلك مازح رئيس اللجنة السيّد (دي يونغ ) بقوله لو جاء ملك هولندا بدون الأوراق المطلوبة فإنّه لن يستطيع المشاركة في الإنتخابات . وزير الصحّة عاد إلى منزله على بعد عشرين دقيقةٍ بالسيّارة لإحضار جواز سفره الساري المفعول وحاول إطفاء جوّ من المرح عندما خاطب الصحفيّين بقوله إنّه شخص غير منظّم ويضع كافّة الأوراق مع بعضها وأنّه عندما يعود للمنزل سيقوم بإتلاف الأوراق المنتهية الصلاحيّة .
طبعاً بعد إنتهاء الإنتخابات ستكون بإنتظار السيّد (هوغو دي يونغ) غرامة القيادة بدون حمل الشهادة فالشرطة الهولنديّة لا تتسامح في مثل هذه المخالفات وجميعنا يذكر أنّ وزير العدل في الحكومة المستقيلة (غرابرهاوس) قد تمّ تغريمه بسبب عدم الحفاظ على مسافة التباعد الإجتماعي في إحدى الحفلات .
وزير الصحّة أعلن أنّه سيقوم بالتصويت لمستشاره الخاصّ (Bart van Brink) من حزب CDA حيث إعتبره الشخص الجدير بالحصول على التصويت .
هوغو دي يونغ ليس الشخص الوحيد الذي يجد نفسه في مثل هذا الموقف المحرج ففي الإنتخابات السابقة نسيت (كاسيا أولونغرين) نائبة رئيس الوزراء إحضار جواز سفرها إلى مركز الإنتخاب .
الإنتخابات النيابيّة بدأت في (352) بلديّة يتنافس فيها (37) حزب سياسي على (150) مقعد برلماني وفي حال لم يصدر قرار بتمديد ساعات العمل سيتمّ إغلاق المراكز الإنتخابيّة عند الساعة التاسعة من مساء اليوم حيث ستقوم اللجان المختصّة بالفرز بعدّ الأصوات الصحيحة وإلغاء أوراق الإنتخاب المخالفة مثل الأوراق التي تحمل أكثر من دائرة حمراء حول أسماء المرشّحين أو البطاقات التي تتضمّن تشطيب أو البطاقات التي تمّ تسليمها فارغة حيث يتمّ بعد ذلك عدّ الأصوات الصحيحة وتقسيمها على الرقم(150) وهو عدد المقاعد البرلمانيّة وعندها يمكن معرفة عدد الأصوات المطلوبة للحصول على المقعد البرلماني الواحد .
التكهّنات وإستطلاعات الرأي تبدو عديدةً في هولندا ولكن لا يمكن التكهّن بالنتيجة قبل صدورها بشكل رسمي فأحزاب اليسار تتوقّع أنّ تحرز تقدّماً على حساب الحزبين الكبيرين(PVV-VVD) بينما يرى الحزب الحاكم أن خسارة بعض الأصوات لن تشكّل ضربةً قاصمةً للحزب وأنّه سيتمكّن من العودة مرّةً أخرى لتشكيل الحكومة الجديدة ,طبعاً هذا العام كانت المواضيع الي تمّت مناقشتها في الحوارات بين الأحزاب تختلف عن الإنتخابات السابقة حيث سيطر موضوع الفايروس والوضع الإقتصادي وطريقة التخلّص من الإنكماش المرتبة الأولى في سلّم الأولويّات وكان التواصل بين الأحزاب السياسيّة والناخبين شبه معدوم بسبب قوانين الحظر فلم تكن هناك حملات إنتخابيّة ولا لقاءات بين الأفراد على أمل أن تكون المرحلة القادمة والحكومة الجديدة أفضل بإذن الله .
هولندا الأخباريّة