السيّدة (سيغريد كاخ ) وحزبها (D66) كان الفائز الأكبر في إنتخابات يوم أمس إرتفعت عدد المقاعد التي يملكها الحزب في البرلمان لتصل إلى(24) مقعد ليحصل على المركز الثاني ضمن قائمة الأحزاب البرلمانيّة ويعتبر هذا الحزب من أشدّ المناصرين لقضايا اللجوء والهجرة وموقف زعيمة الحزب (سيغريد كاخ) عندما خاطبت القادمين من سوريا بقولها (أهلاً بكم في بلدكم هولندا) ويبدو أنّ هذا الحزب كان الخيار الأوّل للتصويت من قبل الهولنديّين الجدد .
حزب العمل المحافظ (VVD) والذي يتزعّمه (Mark Rutte) رئيس الوزراء المستقيل جاء بالمركز الأوّل مع (36) مقعد نيابي والحزب كان واثقاً من فوزه وإن كانت المؤشّرات أنّه سيخسر ما بين مقعدين إلى أربع مقاعد من كتلته البرلمانيّة وذلك بعد فضيحة بدلات رعاية الأطفال التي أطاحت بالحكومة السابقة وكان من المتوقّع أن يقلّ الفارق بينه وبين حزب اليمين المتطرّف (PVV) ولكن الإنتخابات أثبتت ثقة الشعب الهولندي بسياسة مارك روتّه بزيادة ثلاثة مقاعد ولكن من الأسباب التي ساعدت (VVD) على هذا الفوز هو عدم الرغبة بخسارته أمام حزب اليمين المتطرّف(PVV) الذي كان المنافس الرئيسي للحصول على الكتلة البرلمانيّة الأكبر وتشكيل حكومة قد يكون (خيرت فيلدرز) رئيساً لها وهذا ما كان سيجعل هولندا في موقف حرج وسيعطي دفعة قويّة لليمين الشعبوي الأوروبّي وهذا ما لا يريده الجميع سواء في أوروبّا أو داخل هولندا .
اليميني المتطرّف (خيرت فيلدرز ) وحزبه (PVV) كان من أكبر الخاسرين حيث تراجع ترتيب الحزب في قائمة الأحزاب البرلمانيّة إلى الترتيب الثالث بخسارة (3) مقاعد برلمانيّة ليصبح لديه (17) مقعد والخسارة التي مني بها هذا الحزب تعتبر مزدوجة حيث توقّعت جميع إستطلاعات الرأي أنّ هذا الحزب سيعزّز مقاعده في البرلمان وسيحصل على(4-7) مقاعد إضافةً إلى العشرين مقعد التي كان يملكها ويبدو أنّ سياسة التصادم والتصريحات العنصريّة التي يطلقها كان لها أثر عكسي على شعبيّة هذا الحزب اليميني ومن المتوقّع أنّ عناصر اليمين الهولندي قاموا بالتصويت أكثر لحزب (منتدى الديمقراطيّة FVD) اليميني الذي تقدّم ليصل إلى ثمانية مقاعد برلمانيّة ومن الواضح أنّ (بوديت) بدأ يجتذب أصوات اليمين أكثر من (خيرت فيلدرز) فعلى الرغم من المشاكل التي أحاطت بحزب(منتدى الديمقراطيّة) من حيث تسريب محادثات عنصريّة بين منتسبي الحزب وإتّهام (تيري بوديت) نفسه بإطلاق تصريحات تعتبر إهانة لباقي أفراد المجتمع الهولندي ولكنّ هذا الحزب تقدّم بمقدار أربع مقاعد لتصبح كتلته النيابيّة (8) مقاعد .
الأحزاب اليساريّة (SP) وكذلك (GroenLinls) كانت خسارتها كبيرة حيث خسر حزب الخضر (7) مقاعد برلمانيّة دفعةً واحدة وقد صرّح (جيسّي كلافر) زعيم الحزب أنّه سيتم دراسة شاملة وتحليل الأسباب التي جعلت الحزب يتراجع بهذا الشكل ومن المتوقّع أن تكون القضايا التي يطرحها الحزب للنقاش تراجعت أهمّيتها لدى المواطن الهولندي فقضايا البيئة والتغيّر المناخي لن تسطيع منافسة الأوضاع الإقتصاديّة إجراءات الحظر المفروضة وجميع الآثار الناجمة عن إنتشار الفايروس.
حزب (SP) وهو يقوم أساساً على حزب الشيوعيّين الهولنديّن لقي نفس الخسارة ومن الواضح أنّ اليساريّين في هولندا تراجعوا عدّة خطوات إلى الخلف ليس بسبب إبتعاد الناخبين عن اليسار ولكن قد يكون السبب في تلك الأحزاب نفسها وما تطرحه من أفكار وما تقدّمه للمجتمع فحزب (D66) هو حزب يساري وكان أكبر الفائزين وكذلك دخول حزب (VOLT) البرلمان الهولندي لأوّل مرّة وهذا الحزب يعمل على صعيد كافّة الدول الأوروبيّة وقد تمّ تأسيس الحزب لمواجهة اليمين الشعبوي في أوروبّا وقد حصل هذا الحزب على ثلاثة مقاعد في الإنتخابات الحاليّة وفي مشاركته الأولى .
(CDA) حزب النداء الديمقراطي المسيحي خسر أربعة مقاعد بحصوله على (15) مقعد برلماني .
الفوز والخسارة في الإنتخابات البرلمانيّة تعبّر عن رغبة الشارع الهولندي من خلال الإنتخاب المباشر لتلك الأحزاب وخلال الإنتخابات التي جرت بالأمس كان لا بدّ من تأثير للظروف الخاصّة التي تحيط بهولندا على تلك الإنتخابات مع تغيّر الأولويّات بالنسبة للناخب الهولندي فالقضايا الإقتصاديّة هي الشغل الشاغل للهولنديّين وكذلك حملة اللقاح المتعثّرة والعديد من المشاكل الأخرى المرتبطة بالفايروس لذلك لابدّ لتلك الأحزاب التي فقدت أصوات ناخبيها البحث عن السبب الرئيسي لتلك الخسارة ومعرفة أين يكمن الخلل لتستطيع العودة بشكل أقوي في الإنتخابات القادمة .
هولندا الأخباريّة