تحت هذا العنوان نشرت محطّة (BBC) البريطانيّة فيلماً وثائقيّاً مدّته عشر دقائق عرضت فيه السيرة الذاتيّة للزعيم اليميني المتطرّف (خيرت فيلدرز) وحزب من أجل الحريّة(PVV) ووصفته بالعدوّ الأوّل والأكثر شراسةً للأتّحاد الأوروبّي حيث كان الرجل قد عبّرمرّاتٍ عديدة عن رغبته في الخروج من الإتّحاد الأوروبّي والتخلّص من القيود التي يفرضها على الدول الأعضاء ومن ضمنها طمس الهويّة الوطنيّة للشعوب حسب التعبير الذي يقول به اليمين الأوروبّي بشكلٍ عام .
صحيفة (Express) البريطانيّة قالت أنّ الأنظار ستتّجه نحو الإنتخابات الهولنديّة لمراقبة النتائج التي ستحقّقها أحزاب اليمين المتطرّف وذلك بعد أيّام من فوز حزب(تشيجا) اليميني بنسبة(11,3) في الإنتخابات البرلمانيّة البرتغاليّة حيث سيعتبر تقدّم اليمين الهولندي بمثابة مقياس يدلّ على إرتفاع شعبيّة أحزاب اليمين المتطرّف في عموم أوروبّا والتي تمثّل الخطر الحقيقي على وجود الإتّحاد الأوروبّي وقد ذكّرت الصحيفة بموقف (خيرت فيلدرز) من خروج بريطانيا من الإتّحاد حيث قدّم الرجل التهنئة للبريطانيّين وقال في تغريدته على تويتر(مرحى للبريطانيّين ..لقد جاء دورنا ..حان وقت الإستفتاء الهولندي) .
الصحيفة قالت أنّه على الرغم أنّ اليمين الهولندي يحقّق مكاسب في إستطلاعات الرأي ولكن من غير المتوقّع فوزه في الإنتخابات وذهابه لتشكيل الحكومة القادمة وأنّ مارك روتّه وحزب(VVD) لا زالا في مقدّمة إستطلاعات الرأي لدى الهولنديّين على الرغم من فضيحة (بدلات الرعاية ) التي أدّت إلى إستقالة الحكومة .
من جهتها تناولت الصحف الفرنسيّة اليوم موضوع الإنتخابات البرلمانيّة الهولنديّة حيث قالت(France24) أنّ هولندا خامس أكبر إقتصاد في منطقة اليورو وهي أقوى صوت إلى جانب ألمانيا فيما يتعلّق بالإنضباط المالي وروتّا هو أحد أهمّ القادة الأوروبّيين الداعمين لفكرة بقاء الإتّحاد وهو الآن في عامة الحادي عشر للسلطة وإستبعدت (France24) حصول اليمين على الأكثريّة ضمن البرلمان الهولندي ولكنّها أشارت أنّ حزب(VVD) الذي من المتوقّع حسب إستطلاعات الرأي أن يفوز في الإنتخابات سيكون مجبراً للبحث عن ثلاثة شركاء على الأقلّ لتشكيل الحكومة القادمة حيث توقّعت الصحيفة أن تدخل أحزاب جديدة إلى قائمة الإئتلاف الحكومي مثل حزب(Groen Links) الذي يتزعّمه (جيسّي كلافر) إضافةً إلى أحزاب(D66) وحزب(CDA) و(PVDA) حيث سيتمّ تجنّب التحالف مع (خيرت فيلدرز) كما أعلنت جميع الأحزاب بما فيها حزب مارك روتّه نفسه.
الإنتخابات البرلمانيّة الهولنديّة السابقة (2017) أثارت نفس المخاوف في أوروبّا حيث كان (خيرت فيلدرز) يطرح نفسه كزعيم لليمين الأوروبّي المتطرّف وكان فوزه في تلك الإنتخابات سيشكّل دعماً كبيراً للأحزاب الإنفصاليّة في أوروبّا مثل اليمين الفرنسي المتطرّف الذي تتزعّمه (ماري لوبان ) .
صحيفة The Guardian البريطانيّة توقّعت فوزاً صعباُ لحزب العمل الهولندي(VVD) وقالت أنّه نتيجة هذا الفوز الصعب وتقارب النتائج بين الأحزاب سيجعل من مهمّة تشكيل الحكومة الجديدة أمراً صعباً وتوقّعت الصحيفة أنّ تستمرّ مفاوضات تشكيل تلك الحكومة أسابيع عديدة مع دخول أحزاب جديدة في الإئتلاف الحكومي القادم وإسبعدت الصحيفة فوز اليمين وتشكيله للحكومة القادمة .
الأحزاب اليمينيّة المتطرّفة تمثّل الخطر الأكبر على وجود الإتّحاد الأوروبّي فبالإضافة إلى أفكارها حول الهجرة والمهاجرين والنظرة العنصريّة التي يتمّ التعامل من خلالها مع موضوع اللجوء تحمل تلك الأحزاب ضمن أفكارها التخلّص من الإتّحاد الأوروبّي والعودة إلى ماقبل الإتّحاد بإغلاق الحدود وإلغاء عملة اليورو حيث ترى تلك الأحزاب أنّ فكرة الإتّحاد الأوروبّي تعمل على تذويب الهويّة الوطنيّة .
وقد يأتي إرتفاع نسبة التأييد لتلك الأحزاب نتيجة النقمة وعدم الرضا عن سياسات الحكومات ولكن في هولندا على الرغم من أنّ هناك سياسات صارمة للإغلاق وإستقالة الحكومة بعد فضيحة بدلات الرعاية ولكن لا يبدو أنّ اليمين الهولندي (PVV-FVD) سيكون قادر على تشكيل الحكومة في ظلّ رفض جميع الأحزاب السياسيّة التحالف مع تلك الأحزاب بغضّ النظر عن موقعها في سلّم الترتيب للأحزاب التي ستفوز في الإنتخابات البرلمانيّة التي بدأت اليوم بشكل فعلي في هولندا .
هولندا الأخباريّة