كما توقّع الجميع رضخت الحكومة الهولنديّة للضغوط التي تعرّضت لها بعد صدور نتائج اللجنة البرلمانيّة التي حقّقت في تجاوزات حكوميّة وإنتهاك القانون فيما عرف بقضيّة (بدل رعاية الأطفال) .
في نهاية المطاف ركب السيّد مارك روتّه درّاجته الهوائيّة ليجتاز الشوارع متّجهاً نحو قصر(Huis Ten Bosch) مقرّ إقامة الملك الهولندي ليقدّم له إستقالة الحكومة .
التساؤل المباشر كان حول الرسالة التي أراد رئيس الوزراء إيصالها من خلال الذهاب لمقابلة الملك على متن درّاجته الهوائيّة حيث قارنت الصحف بين تصرّف مارك روتّه وتصرّف الرئيس الأمريكي الذي كان يتنقّل بسيّارته التي يسمّيها الوحش ويبلغ ثمنها (1.5) مليون دولار أمريكي و إعتبر الهولنديّون مارك روتّه نموذج جيّد للمواطن الهولندي الذي لا يبحث عن المظاهر ولا يقوم بوضع النقود في غير مكانها الصحيح ومن شاهد مارك روتّه وهو يتّجه للقصر الملكي سيدرك أنّ الحراسة لم تكن مشدّدة ولم يتم إغلاق شوارع ليمرّ الموكب الرسمي لرئيس وزراء كان كلّ شيئ بسيطاً دخل الرجل وأقفل الدرّاجة وقابل الملك وخرج بكلّ هدوء أراد إيصال الرسالة بأنّه مواطن هولندي قبل كلّ شيئ .
ستبقى رحلة مارك روتّه الأخيرة مجالأً للتحليلات وإبداء الرأي ولكن أصدقاء الرجل ونتيجة الأسئلة الكثيرة حول تلك الدرّاجة أوضحوا أنّ مارك روته إشتراها من متجر في (لاهاي) ويبلغ ثمنها(1300) يورو قبل ثلاث سنوات وهي من ماركة(Koga F3) وهي صناعة هولنديّه حيث قالت الشركة التي تصنع تلك الدرّاجات أنّ زيادةً في الطلب على هذا النوع من الدرّاجات بعد مشاهد الإستقالة ويعتبر مارك روتّه مولع بركوب الدرّاجات ولطالما شوهد يذهب إلى مقرّ عمله بالدرّاجة ووصل به الأمر للقيام بجولات مع كبار زوّار هولندا على متن الدرّاجات ضمن مدينة لاهاي .