أظهرت دراسةٌ بريطانيّة أنّ حوالي (80%) من الأشخاص الذين كانوا يقولون أنّهم لن يقبلوا أنّ يتمّ إعطاؤهم اللقاح المفترض لفايروس (كورونا ) قد غيّروا رأيهم وبدء قسمٌ كبيرٌ منهم بالفعل بالحصول على أولى جرعات اللقاح ،وقد كانت العديد من المنظّمات والأفراد ترى أنّ هناك نواقص كثيرة وجوانب غير واضحة حول هذه اللقاحات المفترضة وخاصّةٍ أنّ فترة التجارب التي تمّ إجراؤها كانت قصيرةً جدّاً لذلك يرى العديد من الأشخاص والهيئات العلميّة أنّ تأثيرات محتملة لهذه اللقاحات قد تظهر لاحقاً وهذا أمر غيرمستبعد ،الأمر الثاني الذي تمّت إثارته حول تلك اللقاحات أنّها حصلت على موافقات بطريقة سريعة ومن الملاحظ أنّه حتّى الآن فإنّ أغلب اللقاحات المعتمدة في العالم هي من صنع الشركات الأمريكيّة.
الدول الأوروبيّة تعتمد في الغالب على موضوع الترغيب لتحفيز السكّان من أجل تشجيعهم على الإنخراط في حملة التلقيح السارية في أغلب الدول الأوروبيّة .

النسبة العظمى من سكّان أوروبّا إتّجهت نحو التطعيم للخلاص من سياسة الإغلاق التي مارستها الحكومات ووصلت بها إلى إغلاق المدارس ودور العبادة ومنعت التجوّل في الكثير من الأحيان .
الإعلام الأوروبّي لعب دوراً بارزاً في تلميع صورة اللقاح أمام المجتمع فالآثار الجانبيّة لهذا اللقاح تمّ وصفها بالنادرة الحدوث دون التطرّق لأيّة عوارض جانبيّة قد تظهر لاحقاً بل على العكس بدأت العديد من الدول بإجراء حملة تطعيم للأشخاص بعمر (12-17) عام وذلك على الرغم من أنّ الشركات التي صنعت اللقاح قالت أنّها لم تقم بتجربته على تلك الفئة العمريّة .
في نهاية المطاف يذهب الأوروبيّون إلى حملات اللقاح رغبةً منهم بالتخلّص من القيود التي فرضتها الحكومات ضمن سياسات مكافحة الإنتشار التي إتّبعتها لإكثر من عامٍ كامل .
بالنسبة للدول الفقيرة فهي كانت تعاني من مشكلتين :
- المشكلة الأولى كانت عدم توافر اللقاح من الأساس لدى تلك الدول .
- المشكلة الثانية عدم قدرة تلك الدول على إيضاح تركيبة اللقاح والحماية التي يمكنه تأمينها للسكّان إضافةً إلى المفاهيم المغلوطة التي نشأت لدى السكّان حول هذا اللقاح .
تلك الدول لم تشهد إجراءات إغلاق كتلك التي شهدتها أوروبّا لذلك فقد كان من الواضح لدى الحكومات أنّ سياسة الترغيب من أجل الحصول على اللقاح لن تكون لها نتائج ملموسة لذلك بدأت تلك الدول بإتّباع سياسة الترهيب والتي وصلت بالرئيس الفيليبّيني إلى تخيير السكّان بين اللقاح أو السجن .
في الهند تمّت معاقبة من لم يحصل على اللقاح على الرغم من أنّ الهند كانت تستوفي من الراغبين بالحصول على اللقاح ثمن الجرعات وهذا كان يعتبر من العوامل التي ساهمت في إنخفاض نسبة الأشخاص الذين يحصلون على اللقاح إلى (3) ملايين شخص أسبوعيّاً وعندما أعلنت الهند أنّ الحصول على اللقاح سيكون مجّاني إرتفع الرقم إلى (7,4) مليون شخص أسبوعيّاً .
الدول الفقيرة مثل الهند وباكستان وغيرها من الدول حتّى وإن إمتلكت ثمن جرعات اللقاح فهي لن تحصل عليه بسهولة لإنّ هذه اللقاحات أصبحت محتكرة من قبل مجموعة الدول الغنيّة التي تريد الإنتهاء من تطعيم كافّة السكّان لديها قبل السماح بتصدير جرعات كبيرة إلى الدول الفقيرة حيث تقول إحصائيّات منظّمة الأدوية العالميّة أنّ كندا قامت بشراء لقاحات توازي خمسة أضعاف عدد السكّان لديها .
بينما قام الإتّحاد الأوروبّي بدفع ثمن (50) مليون جرعة من اللقاح (Janssen) بعد أنّ أعلنت الشركة الأمريكيّة المصنّعة للعقار أنّ التجارب أثبتت فعاليته ولم تكن الشركة قد بدأت بالإنتاج الفعلي ..
أخبار هولندا
المصدر : جريدة الشرق الأوسط