بعد أكثر من (15) عاماً قضاها في الإنتظار حصل الشابّ الصينيّ الأصل (Chun Sheng Yan) على مكالمةٍ تلفونيّة تخبره فيها دائرة(IND) في مدينة (خرونينغن ) حيث يقيم الرجل أنّه إستوفى جميع الشروط المطلوبة وأصبح بإمكانه الحصول على حقّ الإقامة المؤقّتة في هولندا.
وللسيّد (Chun) قصّة طويلة في هولندا فهو أحد ضحايا عصابات الإتجار بالبشر حيث تمّ إختطافه من أرياف الصين في سنّ المراهقة وإنتهى به المطاف في نهاية الأمر للعمل في مطبخ مطعمٍ صيني في هولندا حيث يقول الشاب أنّه كان يعمل لساعاتٍ طويلةٍ ولم يكن يحصل على أجر مقابل العمل الذي يقوم به وكان يقيم في غرفةٍ صغيرة ملحقة بالمطعم وكان يتعرّض للضرب بشكلٍ دائم ولكن بعد أربع سنوات إستطاع الهروب في العام (2008) وأبلغ الشرطة التي قامت بإرساله إلى مدينة (خرونينغن) بهدف إستكمال التحقيق والتأكّد من القصّة التي يرويها ولم يتمّ منحه أيّة أوراق تثبت شخصيّته أو تمكّنه من العيش كباقي أفراد المجتمع وبقي الشاب في غرفةٍ صغيرة تحتوي خزانة وسريروطاولة صغيرة حتّى هذا الوقت .
خلال العام الماضي وفي برنامجٍ تلفزيوني على إحدى القنوات ظهر (Chun) ليروي معاناته اليوميّة مع الحياة بدون أوراق رسميّة أو تصريح إقامة في هولندا فعلى الرغم من وصوله للشرطة الهولنديّة لكن تحقيقات الشرطة لم تسفر عن شيء وتمّ نقل الشاب إلى ملجأ يعيش فيه الأشخاص المشرّدين ولم تصدّق دائرة الهجرة والجوازات الهولنديّة (IND) قصّة الشاب وطلبت منه أوراق تثبت أنّه صيني وهذا ما كان من المستحيل الوصول إليه ومن خلال بعض أبناء الجالية الصينيّة المقيمة في هولندا حاول هؤلاء التواصل مع حكومة الصين لإستصدار أوراق رسميّة تخصّ الشاب ولكنّ الصين رفضت ذلك .
المسؤولون في مصلحة الهجرة نصحوا الشاب بمغادرة هولندا والذهاب إلى إلمانيا مع وجود أعداد كبيرة من طالبي اللجوء قد يجد الشاب فرصته ليبدء حياة جديدة في تلك البلد ولكن الشاب رفض الفكرة وكان يرى أنّ قضيّته عادلة وهي بدأت في هولندا ونقلها إلى دولة أخرى ستجعل منه شخص بدون قضيّة .
الحوار الذي أجراه الشاب مع القناة التلفزيونيّة جلب له تعاطف الكثيرين من الأشخاص الذين تابعوا الحوار فقد كانت القصّة مؤلمة بشكلٍ كبير كان الشاب معروفاً لدى(IND) بالرجل الغير موجود .
التعاطف الكبير مع الشاب تحوّل إلى حملة دعم مالي كبيرة وخلال فترةٍ قصيرة وصلت التبرّعات لدعم قضيّة الشاب إلى أكثر من 25 ألف يورو وتمّ إنشاء مؤسّسة لإدارة تلك الأموال حيث تمّت الإستعانة بمحامي لمتابعة القضيّة كذلك قام مجموعة من المتعاطفين مع الشاب بمجموعة من النشاطات التي توضح الظلم الذي تعرّض له الشاب حيث عاش الرجل أكثر من 17 عام محروماً من أبسط الحقوق .
اليوم الثلاثاء أصبح بإمكان الشاب الحصول على الإقامة الهولنديّة وقد أعرب عن سعادته بهذا الخبر وقال أنّه يرغب بدايةً بالبحث عن عمل ويريد كذلك التقدّم لإمتحان القيادة والحصول على شهاده يمكنه من خلالها شراء سيّارة خاصّة به حيث يمكن للسيّد(شون) الحصول على الدعم المالي بعد أن حرم منه لمدّة سبعة عشر عاماً ويقول محامي الشاب أنّ تكاليف القضيّة ستتجاوز المبلغ الموجود مع ضرورة ذهاب الشاب إلى طبيب نفسي للعلاج بعد فترةٍ طويلة من الوحدة والحرمان التي قضاها في هولندا .
أخبار هولندا