من خلال التصريح الذي أدلى به الكشّاف الجديد لمشاورات تشكيل الحكومة الجديدة السيّد(Herman Tjeenk Willink) يوم الأربعاء الماضي حول مشاوراته مع الأحزاب السياسيّة الهولنديّة كان من الواضح أنّ المسافة لا زالت كبيرة بين حزب(VVD) بزعامة مارك روتّه وباقي الأحزاب .
السيّد (Herman) قال في تصريحه أنّه لمس من خلال المشاورات مع الأحزاب الهولنديّة رغبةً كبيرة في أسلوب إدارة مختلف هذا التصريح فسّرته الصحف الهولنديّة على أنّ الأحزاب الهولنديّة لا ترغب بإنّ يكون مارك روتّه هو رئيس الوزراء القادم ولكنّ الكشّاف الجديد رفض هذا التفسير وقال لا يوجد أشخاص يمثّلون عقبة أمام التشكيل الحكومي والأمور الآن في طور المشاورات ومعرفة الأفكار وأضاف السيّد(Herman) أنّ الهدف الآن( إعادة بناء الثقة بين الجميع بعد أنّ تضرّرت بشدّة بعد تسريب الملاحظات الذي حدث أثناء عمل الكشّافتين السابقتين والذي أدّى إلى دعم إقتراح بتوجيه اللوم لمارك روتّه .
اليوم بدأ الكشّاف الجديد جولة مشاورات مع ثمانية أحزاب تعتبر هي الأحزاب الكبرى وصاحبة الكتل البرلمانيّة الأكبر وبدأت اللقاءات مع (Jesse Klaver) زعيم GroenLinks وسيكون اللقاء مع مارك روتّه هو آخر لقاء يجريه الكشّاف اليوم حيث قال زعيم حزب الخضر وهو الحزب الذي أيّد إقتراح حجب الثقة عن مارك روتّه في البرلمان (لا أعرف كيف يمكن أن نستعيد ثقتنا بمارك روتّة إنّه يكذب ويكذب) وهذا يعتبر التصريح الأوّل الذي يدليه زعيم الحزب مع الكشّاف الجديد ولكنّ Jesse Klaver رفض إعطاء قرار نهائي بشأن مشاركة الحزب في التشكيل الحكومي وأضاف نحن لازلنا في طور المشاورات .
من ناحيتها قالت (ليليان بلومن ) زعيمة حزب العمل (PVDA) انّ مارك روتّه كان يكذب وهو الذي تسبّب بحدوث المشكلة وأعادت السيّدة(بلومين) التذكيربحادثة(بدلات الرعاية للأطفال) حيث إتّهمت الحكومة المستقيلة بإخفاء المعلومات عن البرلمان وتجاوز القانون وأضافت أنّ الثقة ليست معدومة مع البرلمان الهولندي ولكن العديد من الأشخاص تضرّروا من جرّاء النهج الذي سلكته الحكومة ولكن زعيمة Pvda رفضت إعطاء قرار الحزب النهائي بشأن المشاركة من عدمها وأتّهم الحزبان (GL -Pvda) مارك روتّه بإنّه المسؤول الأوّل عن سياسة الحكومة في السنوات العشر الماضية .
الحزب (CU) حزب الإتّحاد المسيحي كان هو الحزب الوحيد الذي أعطى قرار نهائي بشأن مشاركته في حكومة يقودها مارك روتّه حيث أعرب عن رفضه لهذه الفكرة وقد قال زعيم الحزب(Segers) إنّ إنعدام الثقة مع مارك روتّه تجعل من المستحيل الدخول في شراكةٍ حكوميّةٍ معه بينما لا تزال باقي الأحزاب بما فيها أحزاب البرلمان الصغيرة تعطي نفسها المزيد من الوقت دون أن تلتزم بموقف نهائي من المشاركة في الحكومة أوعدم المشاركة كما تفعل أحزاب(GL-Pvda-SP) وغيرها من الأحزاب التي ترى أنّ حكومة مارك روتّه هي حكومة ضعيفة بسبب المشاكل التي لاحقتها سابقاً وأدّت إلى إستقالة الحكومة أو المشاكل الحاليّة بعد تسريب ملاحظات التشكيل التي تمّت وبالتالي ترى هذه الأحزاب أن حكومة مارك روتّه ستعمد لتقديم إغراءات من أجل ضمّ الأحزاب وتحفيزها على المشاركة في الحكومة القادمة لتستطيع الحصول على الأكثريّة البرلمانيّة عند التصويت على تشكيل الحكومة .
الأحزاب التي تبدو أقرب للمشاركة في التشكيل الحكومي هي حزب (D66) والذي يبدو أنّه لديه إتّفاق كامل مع حزب VVD وقد بدا ذلك واضحاً من خلال الدعم الذي تلقّته (فيرا بيركامب) في إنتخابات رئاسة البرلمان حيث تمّ التصويت لها من قبل نوّاب (VVD) لتحصل على أكثر عدد من الأصوات وتفوز برئاسة البرلمان الهولندي أمّا حزب (CDA) فهو شريك دائم لمارك روتّه في حكوماته السابقة وعلى الرغم من أنّ مشكلة التسريبات كانت تخصّ النائب عن الحزب(Omtzegt) لكن الحزب لم يوافق على إقتراح سحب الثقة من مارك روتّه لانّه أحد حلفاءه الرئيسيّين بينما تعرف الأحزاب اليمينيّة أنّ مارك روتّه يفضّل الذهاب إلى مقاعد المعارضة على التحالف مع أحزاب مثل PVV- FVD كما قال سابقاً .
المشاورات لا زالت في بدايتها ويبدو أنّ تشكيل الحكومة سيعتمد بشكلٍ أساسيّ علة موافقة أحزاب مثل GL وPvda وSP على الدخول في تحالف مع روتّه سيكون بمقابل مكتسبات قد تحصل عليها هذه الأحزاب سواء من حيث نوع الحقيبة الوزاريّة التي قد تحصل عليها أو الأفكار التي قد يحملها بيان تشكيل الحكومة .
هولندا الأخباريّة