طوابير من المتسوّقين على أبواب المتاجر الكبرى

بعد عدّة شهورٍ من الإنتظار أصبح بإمكان المتسوّقين الدخول إلى المتاجر، وإعتباراً من هذا الصباح فقد تم السماح للمحلات التجارية بإعادة فتحها دون موعدمسبق ،وكان هناك الكثير من الناس لم يستطيعوا الإنتظار لذلك تمت مشاهدة الطوابير الطويلة أمام المتاجر والترّاسات .

يبدو أنّ  طابور الإنتظار للزبائن  الخاص بـ  متجر (Primark) في روتردام   كان  طويلاً جدّاً ،توجّب على الجميع الإنتظار حوالي  (45) دقيقة  ليتمكّنوا من الدخول لكن طول فترة الإنتظارالطويلة  لم تمنعهم من الذهاب حيث  تقول إحدى السيّدات بالطبع أريد الدخول للتسوّق في (primark) لقد مضى وقتٌ طويل دون أن أستطيع أن أفعل ذلك .

عند سؤال الأشخاص الذين كانوا ينتضرون في الطوابير حول الأشياء التي يحتاجون شرائها بشدّة مما يجعلهم يقفون هذا الوقت الطويل كانت الإجابة الأكثر أنّهم يريدون الدخول ومشاهدة البضائع المعروضة وبعدها  سيقومون بالشراء وهذا ينطبق على المزيد من الناس ، كما يعتقد المختصّ بالسلوك الإستهلاكي ( توم فان بوميل) "لأنه لم يكن ممكناً لفترة طويلة الدخول والمشاهدة  ، أصبح الآن أكثر متعة للناس"  "بالإضافة إلى ذلك  الناس ترغب في رؤية ما تريد شراؤه هذه الميزة غير موجودة في التسوّق عبر الإنترنت  وهناك عامل آخر يسبّب الإزدحام وهو وسائل التواصل الإجتماعي والصور التي ينشرها المتسوّقون والتي تشكّل عامل جذب يجعل الكثير من الأصدقاء بإجراء تجربة الذهاب والتسوّق .

متجر (Primark ) لم يكن المتجر الوحيد الذي تمّ تسجيل وجود عشرات الأشخاص بإنتظار الدخول فالصور التي تمّ إلتقاطها من أمام متجر الأدوات المنزليّة والمفروشات (Ikea) أوضح وجود مئات الأشخاص الذين يريدون الدخول مع الساعات الأولى لإعادة الإفتتاح  المطعم الموجود ضمن المتجرعاد لإستقبال الزبائن ومن المعروف أنّ المطعم في (Ikea) يعتبر من المطاعم التي تقوم بتقديم وجبات إفطار رخيصة الثمن مما يجعلها مقصداً دائماً للعائلات في المدن التي تتواجد فيها متاجر (Ikea).
المتجر كان مستعدّاً لتلك الحالة حيث أعلنت إدارة متاجر (Ikea) الموجودة في المدن الهولنديّة أنّها قامت بشكلٍ مسبق بوضع حواجز معدنيّة وسلاسل لتسهيل مرور الزبائن وسيكون هناك العديد من الأشخاص مهمّتهم الحفاظ على قواعد التباعد الإجتماعي لتسير عمليّة التسوّق بكلّ سلاسة .

الحكومة الهولنديّة كانت قد طلبت التقيّد بالإجراءات لمنع حدوث إزدحام في المتاجر وسيكون التراجع عن خطّة (إعادة الإفتتاح) التي طرحتها الحكومة وبدأت بتنفيذها والعودة للإغلاق أمراً صعباً للغاية ولن يتمّ تقبّله بعد فترة المعاناة الطويلة مع الإغلاق وحظر التجوّل المسائي الذي تمّ إلغاؤه بالأمس .
الحكومة الهولنديّة تعرف أنّه من أجل العودة للحياة الإعتياديّة قبل إنتشار الفايروس لا بدّ من تسريع حملة اللقاح وهذا ما أعلنت عنه (GGD) اليوم حيث قالت أنّ الأسبوع القادم سيشهد الوصول إلى مليون لقاح خلال الأسبوع الأوّل وأضافت وزارة الصحّة الهولنديّة أنّ الأشخاص بين(18-60) عام والذين يعانون من أمراض من المتوقّع أن تصلهم رسائل بريديّة ليتمكّنوا من خلالها الحصول على الجرعة الأولى من اللقاح .
وكانت هولندا قد عانت منذ بداية حملة اللقاح الخاصّة بها من بطأ توريدات اللقاح مما جعل المعدّل الأسبوعي للأشخاص الذين يحصلون على جرعة واحدة (240000) بشكل وسطي .
الزيادة في كميّات اللقاحات الواردة كانت العامل الحاسم الذي إعتمدت عليه الحكومة في مخالفة نصيحة فريق الخبراء وبدأت بتطبيق خطّة الإنفتاح ولكي تسير الخطّة بشكل سليم يجب أن يكون ذلك بالتوازي مع حملة لقاح عالية الوتيرة لإنّ الفشل في تطبيق خطّة (إعادة الإفتتاح) هو بالنهاية فشل لسياسات الحكومة التي قامت بصياغتها وهذا ما لا تريد الحكومة المستقيلة حدوثه .
كما خطّطت الحكومة المستقيلة ووزارة الصحّة فإنّ السرعة في إعطاء اللقاح يواكبها المزيد من إجراءات التخفيف هذه هي المعادلة التي تحكم الأمور في هولندا ولنجاح هذه المعادلة تريد الحكومة دعم وزارة الصحّة بجميع الكوادر الصحيّة مثل الخدمات الطبيّة للجيش الهولندي وكذلك عناصر الصليب الأحمر .

أخبار هولندا