أعلنت المصادر الحكوميّة في مدينة (دنهاخ ) عن توقّف المشاورات لتشكيل الحكومة الجديدة وذلك بعد تأكّد إصابة (Kijsa Ollongern) بفايروس كورونا وتعتبر السيّدة (Kijsa) إحدى سيّدتين تمّ تكليفهما بإدارة المشاورات مع الأحزاب البرلمانيّة الهولنديّة لمعرفة مدى رغبة تلك الأحزاب بالمشاركة في تشكيل الحكومة القادمة وماهي النقاط التي ترغب تلك الأحزاب إضافتها إلى البرنامج الحكومي .
المشكلة لن تكون فقط في توقّف المشاورات لحين شفاء السيّدة(Kijsa) ولكن المشكلة تكمن في أنّ تلك السيّدة كانت قد إلتقت مع جميع قادة الأحزاب لذلك تمّ الطلب من الجميع إجراء إختبارت كورونا للتأكّد من السلامة وقد أعلن مكتب رئيس الوزراء (Mark Rutte) أنّه قد تلقّى نتيجة سلبيّة للإختبار الذي قام بإجراءه أمس .
تمّ الإعلان عن إصابة وزيرة الخارجيّة السابقة (Mona Kijzer) بالفايروس وقد كانت الوزيرة السابقة قد إلتقت بزملائها الوزراء يوم الجمعة الماضي لذلك فقد طلب من الوزراء إجراء إختبارات سلامة من الإصابة وقد أعلن معهد السلامة الوطني (RIVM) أنّ اللقاءات التشاوريّة كانت تتمّ مع الإلتزام بقواعد السلامة مثل الإلتزام بمساف التباعد الإجتماعي وكذلك وضع قناع الفمّ (الإتّصال غير الوثيق ) لذلك ليس من الضروري الدخول في حجر صحّي للأشخاص الذين لم تثبت إصابتهم ولكن من الأفضل مراقبة وضعهم الصحّي خلال خمسة أيّام قبل الإنتقال إلى الخطوة التالية ومن الواضح أنّ السيّدة (Kijsa) قد إجتمعت مع كافّة قادة الأحزاب في الجولة الأولى والذين يتوجّب عليهم الذهاب للإختبار وفي حال تأكّد إصابة بعضهم بالفايروس فهذا يعني أنّ مشاورات تشكيل الحكومة سيتمّ تأجيلها لمدّة أسبوعين على الأقلّ .
في حين كانت الأحزاب السياسيّة ترغب بتشكيل الحكومة الجديدة بأسرع وقتٍ ممكن يبدو أنّ هذا الخيار لم يعد ممكناً حيث أعلن البرلمان عن تأجيل اللقاءات التشاوريّة التي كان من المفترض أن تجريها (Kijsa Ollongren) يوم غدٍ الجمعة مع قادة الأحزاب(VVD- D66) بهدف إطلاعهم على نتائج المشاورات التي جرت مع أحزاب البرلمان وكان من المفترض أنّ يتمّ تقديم التقرير النهائي لتلك المشاورات خلال الأسبوع القادم ليبدأ بعدها (Mark Rutte) المفاوضات الرسميّة مع قادة الأحزاب السياسيّة الذين أبدوا رغبة في الإنضمام للإئتلاف الحكومي القادم .
سيكون من الصعب إستمرار المشاورات حتّى لو تمّ تعيين بديل للسيّدة (Ollongern) فهي كانت منذ البداية مفاوض رئيسي وهي على علم بكافّة تفاصيل المشاورات التي تمّ القيام بها والتي كانت تهدف في النهاية لإعطاء تقرير يتمّ البناء عليه للوصول إلى تحالف حكومي قوي .
ومن خلال الجولات التشاوريّة التي قامت بها المفوّضتين يبدو أنّ تشكيل الحكومة سيكون عبر تحالف بين الحزب الحاكم(VVD) والحزب (D66) وكذلك الحزب(CDA) مع فكرة التحالف مع حزب آخر قد يكون أحد الأحزاب اليساريّة مثل (SP-GL-PVDa) وذلك لتجنّب دخول أحزاب يمينيّة شعبويّة في الحكومة الجديدة مما سيجعل تلك الحكومة غير قادرة على الإستمرار بسبب التناقضات الداخليّة بين الأحزاب .
ترغب جميع الأحزاب السياسيّة بالمشاركة ضمن الحكومة القادمة ولكنّ ذلك لن يكون ممكناً بسبب الإختلاف في برامج تلك الأحزاب فقد أعلنت(Sigrid Kaag) زعيمة الحزب D66 أنّه من المهمّ أنّ نعرف مع من نتحالف وعلى ماذا نتحالف وكيف سيتمّ تنفيذ ما إتّفقنا عليه بينما قالت زعيمة الحزب الإشتراكي (SP)أنّ الحزب له مطالب محدّدة من الحكومة القادمة تتمثّل في زيادة الأجور وتخفيض إيجارات المنازل ودعم الفقراء بينما قال حزب (GL) أنّ قضايا البيئة والمناخ يجب أنّ يكون لها دور في الحكومة القادمة .
مهمّه مارك روتّة لن تكون سهلة بإقناع الأحزاب بالإنضمام حيث سيتطلّب الأمر من الأحزاب التنازل عن بعض المطالب للحصول على الأخرى وصولاً إلى تشكيل حكومي يضمّ أحزاباً برلمانيّة تملك (76) مقعد نيابي يمكنه أن يضمن الأغلبيّة هناك كما يرغب (VVD) أن يكون للحكومة القادمة أغلبيّةً أيضاً في مجلس الشيوخ الهولندي الذي يضمّ (75) مقعداً .
هولندا الأخباريّة