أظهرت التقارير الماليّة التي تمّت مناقشتها في إجتماع البلديّات على مستوى عموم هولندا أنّ جميع البلديّات تقريباً بدأت تعاني من نقص في الدعم المالي وأنّ هناك عدد لا بأس به من البلديّات غير قادر حتّى الآن على إقرار الميزانيّة الماليّة للعام القادم وذلك بسبب نقص الأموال لديها ،حيث أشار التقرير أنّ (118) بلديّة من أصل عدد البلديّات البالغ(355) بلديّة غير قادرة على إقرار الميزانيّة وأنّها بحاجة إلى دعم حكومي سريع حيث هناك نقص في أموال رعاية الشباب وكذلك أموال رعاية العجزة و مساعدات الدعم الإجتماعي الذي تقوم البلديّات بتقديمه للمحتاجين، وعلى الرغم من قيام عدد كبير من البلديّات بتقليص مصروفاتها ولكن ذلك لم ينفع وتحصل البلديّات على (85%) من دخلها عن طريق الحكومة التي تخصّص مبالغ لدعم المشاريع التي تقوم بها البلديّات وتغطية نفقاتها .
بلديّات صغيرة في هولندا مثل (Goeree-overflakkee) تعاني من عجز مالي يصل إلى حدود(2.5) مليون يورو وعلى الرغم من كافّة إجراءات التقشّف وتخفيض الأعباء فإنّه من المستحيل على البلديّة تأمين هذا المبلغ لتحقيق الموازنة الماليّة للعام الحالي (2021) .
إقترحت البلديّات على الحكومة المستقيلة طريقةً للحلّ عن طريق رفع مقدار ضريبة الأملاك بنسبة(5.3%) بينما تريد رفع ضريبة النفايات(7,8%) بهدف الحصول على أموال لتغطية العجز وقالت البلديّات أنّ سياسة كورونا وإغلاق المحلّات وتوقّف السياحة وكافّة النشاطات كان له دور كبير في العجز المالي الذي تعاني منه البلديّات وهذا النقص المالي سينعكس على الجمعيّات الأهليّة التي تتلقّى دعمها من البلديّات وكذلك دور العجزة وتستخدم البلديّات جزء من تلك الأموال في تجميل المنظر العام للشوارع والحدائق التي بدأت تظهر فيها الأعشاب الضارّة والتي تدلّ على عدم الرعاية .
يبدوأنّ الإجراءات التي قامت الحكومة المستقيلة بفرضها كان لها اآثار السلبيّة ليس على القطاع الإقتصادي فقط ولكن على القطاع الخدمي أيضاً حيث تعتبر البلديّات في عموم المدن والمناطق في هولندا هي الواجهة الإداريّة للحكومة حيث يتمّ من خلالها أعمال تقديم الدعم المالي لكافّة الفئات سواء أكانت للشباب أو كبار السنّ والتي تعتبر أكثر الفئات التي تحتاج إلى الدعم .
البلديّات هي المسؤول المباشر عن أعمال ترحيل المخلّفات وحتّى مشاريع السكن التي تتمّ ضمن المدن ووصول العجز المالي إلى تلك الأقسام سيكون له تأثير مباشر على الجميع سواء أكان هذا التأثير نتيجة تراجع مستوى الخدمات التي يتمّ تقديمها أو من خلال تراجع الدعم المادّي أو توقّف نشاطات الجمعيّات الأهليّة والتي تتلقّى تمويلها من قبل البلديّات وتقوم بتقديم المساعدة للجميع .
هولندا الإخباريّة