لمحة عن ركوب الدرّاجات في هولندا دخل ركوب الدرّاجات إلى هولندا في بداية القرن التاسع عشر وبعد نهاية الحرب العالميّة الثانية إنتشرإستخدامها بشكلٍ كبيرحتّى أصبحت مدينة أمستردام هي عاصمة ركوب الدرّاجات في العالم .
لم يكن التطوّرالذي حصل نتيجة الصدفة ولكن البنية التحتيّة التي قامت الحكومة الهولنديّة بتأسيسها تعتبرهي بداية التأسيس للإنتشارالواسع للدرّاجات فالمملكة الهولنديّة يضمّ (33000) كيلومترمن الطرق المخصّصة لمسيرالدرّاجات الهوائيّة وتلك الطرق مزوّدةً بإشارات مرورٍخاصّةٍ ولوحاتٍ تحذيريّةٍ وفي بعض الشوارعالهولنديّة يمنع على السيّارات إستخدام الطرق الخاصّة بالدرّاجات الهوائيّة مما يجعل السيرعلى تلك الطرقات أكثر أماناً للمستخدمين .
الهولنديّون والدرّاجات الهوائيّة يتواجد في هولندا حوالي(22) مليون درّاجةٍ هوائيّةٍ وبالمقارنة بين عدد الدرّاجات وعدد السكّان نجد أنّ كل مواطن هولندي يمتلك(1.3) درّاجة وفي هولندايوجد عديد الأنواع من الدرّاجات التي تلبّي حاجات الجميع فهناك الدرّاجات الكهربائيّة التي تساعد كبار السنّ في تنقّلاتهم وهناك الدرّاجة مع وجود صندوق أمامي للأطفال الصغار والدرّاجة براكبين والعديد من الأنواع الأخرى.
وعلى الرغم من أنّ الهولنديّن في أغلبهم يمتلكون السيّارات ولكنّ عشقهم لركوب الدرّاجات الهوائيّة لم يتوقّفحيث تقول الإحصاءات أنّ الهولنديّيين بمجملهم يقطعون سنويّاً (15)ملياركيلومتربالدرّاجات سنويّاً بمعدّلٍ وسطي (880) كيلومترللفرد سنويّاً.
إستخدام الدرّاجات الهوائيّة كوسيلة نقل تعتبرالدرّاجات الهوائيّة وسيلة النقل المفضّلة لدى الهولنديّين عندما تكون مسافة النقل متوسّطةً أي بحدود(8)كم وتعتبرسرعة الدرّاجة مقبولةً فهي تسير ضمن المدينة بسرعة(16) كم في الساعة ولكن في المدن المزدحمة تنخفض هذة السرعة لتصل إلى(14.5) كم في الساعة وذلك في مدينةٍ مزدحمةٍ مثل أمستردام .
وتعتبرالدرّاجات أنظف وسيلة تنقّل في العالم وليس لها أيّ تأثيرأوضررعلى البيئة المحيطة ومن المعروف حاليّاً أنّ المشكلة الكبرى في العالم تكمن في الإحتباس الحراري الذي يلعب دوراً بالتغيرالمناخي والمطلوب من الجميع الآن التخفيف من إنبعاثات ثاني أكسيد الكربون ويعتبرركوب الدرّاجة خياراً مثاليّاً حيث أوضحتالدراسة أنّ إستخدامها يخفّف من الإبعاثات بحدود(2.5) مليون طن سنويّاً
وتقدّم هولندا من خلال خدماتها السياّحية للزوّار إمكانيّة القيام بجولاتٍ ضمن المدن والسواحل والمحميّات الطبيعيةّ الهولنديّة على متن الدرّاجات الهوائيّة .
وتتميّز المدن الهولنديّة بإمكانيّة تأجير الدرّاجات الهوائيّة للزوّارففي محطّات القطارتجد بشكلٍ دائم تلك الدرّاجات التي يتمّ تأجيرها وبهذه الطريقة تستفيد المدن الهولنديّة بتخفيف الإزدحام في شوارعها ويبقى الأثرالبيئي مهمّاُ جدّاً فتبقى نسبة التلوّث عند أدنى المستويات.
في هولندا يعتبرركوب الدرّاجات من التقاليد الثابتة لدى الشعب وهولا يقتصرعلى فئةٍ معيّنةٍ دون غيرها كالطلّاب مثلاً بل تجد الجميع بمافيهم الملك ورئيس الوزراء يستخدمون الدرّاجات الهوائيّه في بعض تنقّلاتهم ولتسهيل إستخدام الناس لتلك الدرّاجات قامت الدولة بـتجهيزأماكن خاصّة تستوعب ألآف الدرّاجات التي يضعها أصحابها ويتابعون طريقهم بالقطار أو بالباص.
وفي هولندا يعتبرقانون المرور شاملاً للدرّاجات الهوائيّة بمعنى أنّ سائق الدرّاجة الذي يخالف قواعد السير سيتلقّى مخافةٍ مروريّة ويتوجّب عليه دفعهامثلاُ في هولندا يمنع على سائق الدرّاجة الهوائيّة التحدّث في الهاتف أثناء القيادة وقيمة هذه المخالفة (90) يورو ويمنع على سائقي الدرّاجات الهوائيّة السيرليلاً دون وجود إنارةً خلفيّة وأماميّةً للدرّاجة ليتمكّن باقي السائقين من مشاهدتها .
إنّ التجربة الهولنديّة مع الدرّاجات كانت تجربةً ناجحةً جدّاً فمن خلال تشجيع المواطنين الهولنديين على إستخدام الدرّاجات الهوائيّة يخف الإزدحام في الشوارع وتنخفض نسبة ثاني أكسيد الكربون الذي تسبّبه عوادمالسيّارات وكذلك تعتبرقيادة الدرّاجة الهوائيّة رياضةً مفيدةً للجسم وبالتأكيد تعتبر الدرّاجة وسيلة نقلٍ منخفضةالتكاليف بالمقارنة مع الوسائل الأخرى.
هولندا الإخباريّة