من جديد عادت اليوم قضيّة مدارس تعليم اللغة الهولنديّة إلى الواجهة مع إعلان المدّعي العام في مدينة أمستردام عن توقيف إثنين من مدراء (Amsterdam Taal Academie) وأحد الموظّفين الإداريّين والتحقيق معهم بعد ورود تقارير وشكاوي من قبل بعض طلّاب المدرسة حول عمليّات غش ّ وإحتيال يقوم بها هؤلاء الأشخاص من خلال تزويد بعض الطلّاب بكاميرات صغيرة جدّاً وسمّاعات يمكن إخفائها بسهولة أثناء قيام هؤلاء بتقديم إمتحان الإندماج (Inburgering Examen) .
المدّعي العام الهولندي قال أنّ التحقيقات التي تمّ إجراؤها مع الإداريّين في المدرسة بيّنت أنّ (108) طلّاب ثبت تورّطهم وتجاوزوا الإمتحان بهذه الطريقة حيث كان أحد المدراء يتواجد خارج قاعة الإمتحان ومن خلال الكاميرا الصغيرة المثبّتة على ثياب الطالب كان يمكنه مشاهدة شاشة الكمبيوتر التي تعرض الأسئلة وبالتالي كان يقوم بالهمس وإخبار الطالب عن رقم الإجابة الصحيحة .
التحقيقات حسب النيابة الهولنديّة أوضحت أنّ (Amsterdam Taal Academie) كسبت من خلال هذه الطريقة ما يقارب من (1,5) مليون يورو حيث لم تتوقّف أرباح المدرسة على المبالغ التي كانوا يحصلون عليها من القرض الدراسي الذي يملكه الطلّاب ولكن من خلال الحصول على نماذج إمتحانات الإندماج (inburgering) كانت إدارة المدرسة تقوم بإدخال تلك النماذج في منهاجها الدراسي وبهذه الطريقة كانت المدرسة تستقطب العديد من الطلّاب الراغبين بإنهاء هذه المرحلة الضروريّة وقالت تقارير الشرطة في مدينة أمستردام أن المدرسة إستمرّت في إستخدام هذه الطريقة في مساعدة الطلّاب على تجاوز إمتحان الإندماج من خلال الإحتيال لفترةٍ طويلةٍ إستمرّت بين الأعوام (2016-2019) .
النيابة العامّة الهولنديّة قالت أنّ ثمانية أشخاص ثبت تورّطهم حتّى الآن تمّ تقديمهم للمحاكمة حيث قالت أنّ الأشخاص متّهمين بالإحتيال وكذلك خرق الخصوصيّة فيما يتعلّق بإصدارات (DUO) والتي يمنع تداولها وأضافت النيابة أنّ الثمانية أشخاص الذين تمّت محاكمتهم كانوا من الطلّاب المتّهمين بالنجاح من خلال الغش والإحتيالبينما قال محامو الطلّاب أنّهم أنكروا التهم الموجّهة إليهم وأعلنت المحكمة عن أحكامها التي ألزمت هؤلاء الطلّاب بالقيام ب(120) ساعة عمل خدمي للمجتمع .
أمّا بالنسبة للمدراء الثلاثة في مدرسة (Amsterdam Taal Academie) فإنّ النيابة تراهم متورّطين بشكل أكبر بكثير من الطلّاب وبالتالي فهي تريد التوسّع بالتحقيقات لمعرفة المبالغ الماليّة التي قد تكون المدرسة قد حصلت عليها من خلال هذه الطريقة وإستعادتها وتبحث الشرطة عن التسجيلات السريّة التي كان الأشخاص يقومون بإجرائها مع الطلّاب لتحديد المتورّطين في هذه الجريمة ولم تعلن (DUO) عن سحب أيّة شهادة Inburgering تمّ منحها للطلّاب أو أنّه قد يطلب منهم في المستقبل إعادة الإمتحانات التي تجاوزوها عن طريق الغش والخداع .
قضيّة (Amsterdam Taal Academie) لا تعتبر القضيّة الأولى التي يتمّ من خلالها إتّهام مدارس تعليم اللغة الهولنديّة للقادمين الجدد بالغشّ والإحتيال وطالما كان القرض الدراسي الذي يحصل عليه هؤلاء ويقدّر بمبلغ (10000) يورو يثير طمع مدارس تعليم اللغة التي كانت تقوم بمنح ساعات الدوام المطلوبة للطلّاب دون أ يكون هؤلاء متواجدين بشكل فعلي في المدارس وكانت تقوم بتسهيل حصول القادم الجديد على إعفاء من إمتحان الإندماج (inburgeren) من خلال معرفتها بقوانين (DUO) التي تقول أنّ الطلّاب بعد تقدّمهم للإمتحانات عدّة مرّات وعدم قدرتهم على تجاوزه يمكنه الحصول على الإعفاء ولكن في نهاية السنوات الثلاث التي يتمّ الطلب فيها من القادم الجديد تجاوز فحص الإندماج تكون تلك المدارس قد إستولت على القرض الدراسي للطالب الذي يجد نفسه في النهاية ضمن محيط إجتماعي هولندي لا يستطيع التواصل معه بسبب عدم قدرته على التحدّث باللغة الهولنديّة ولو بأبسط مفرداتها المطلوبة .
أخبار هولندا