كما كان متوقّعاً فقد تمّ التوافق اليوم بين الأحزاب السبعة عشر التي تملك مقاعد في البرلمان الهولندي على تسمية (Herman Tjeneek Wiiink) ليقوم بوظيفة الكشّاف الجديد لإستطلاع الرأي حول الأحزاب التي ترغب بالمشاركة ضمن الحكومة الجديدة ويعتبر(Herman) من أكثر السياسيّين الذين يتمتّعون بالخبرة في هذا المجال حيث كان قد لعب نفس الدور في الحكومات (1994-2010 2017) وهو عضو في حزب العمل الهولندي (Pvda) ومن مواليد أمستردام العام(1942) .
بعد إستقالة الكشّافين يوم الجمعة الماضي تمّ طرح إسم السياسي الهولندي المخضرم(Herman) للقيام بهذه المهمّة وقد تمّ خلال عطلة عيد الفصح إجراء مشاورات بين الأحزاب عبر الهاتف حول إختياره لهذه المهمّة ويبدو أنّ الأحزاب الهولنديّة قد توافقت عليه قبل دخولها في جلسة المشاورات الأولى التي دعت إليها رئيسة البرلمان الهولندي (خديجة عريب) اليوم حول الخطوة الأولى التي يجب إتّخاذها نحو تشكيل الحكومة .
الأحزاب السياسيّة الهولنديّة كانت قد إعتبرت أنّ فترة الأعياد ستكون بمثابة مرحلة الدراسة قبل إتّخاذ قرار الموافقه أو عدم الموافقة على الدخول في تحالف حكومي بقيادة مارك روتّه .
في البداية قال (Jessi Klaver) زعيم حزب (Groen Links) عند سؤاله عن مشاركة الحزب في الحكومة القادمة حيث أجاب بقوله (نحن لا نعتقد أنّ مارك روتّه هو الرجل المناسب لهذه المرحلة ولكنّ هذا رأي وليس قرار وأنّ القرار يتمّ إتّخاذه من قبل قيادة الحزب) وبهذه الإجابة لم يغلق(GL) الباب أمام المشاركة في الحكومة الجديدة كما فعل حزب (CU) ولكن يبدو أنّه يريد الإستماع أكثر إلى ما سيحمله الكشّاف الجديد من أفكار وطروحات تخصّ تشكيل الحكومة القادمة .
حزب (PVV) وعلى لسان زعيمه (خيرت فيلدرز) قال أنّ الحلّ للخروج من هذا المأزق يكون بالدعوة إلى إنتخابات برلمانيّة جديدة ولكنّه قال أنّه يستبعد أن توافق أحزاب البرلمان على هذا الطرح حيث تعتقد الأحزاب أنّ الدعوة لإنتخابات جديدة سيسبّب المزيد من التعقيد في العمليّة السياسيّة فليس من المتوقّع حسب إستطلاعات الرأي أن يكون هناك تغيير في ترتيب الأحزاب البرلمانيّة حيث من المتوقّع أن يخسر حزب (VVD) ستّة مقاعد برلمانيّة ولكنّه سيبقى ضمن الترتيب الأوّل حسب إستطلاعات الرأي .
الموقف المهم بين الأحزاب سيكون (D66) وزعيمته (سيغريد كاخ) وهو الحزب الذي قام بإنقاذ مارك روتّة من العزل الأسبوع الماضي وطرح فكرة الإكتفاء بتوجيه اللوم بدل سحب الثقة فمازالت(سيغريد كاخ) تجيب عند سؤالها حول مشاركة الحزب في حكومة يقودها مارك روتّه أن هذا السؤال سابق لأوانه ولابدّ من الدخول في المشاورات ومعرفة الأفكار التي سيتمّ طرحها فهي تقول (لا بدّ أنّ نعرف مع من نتحالف وعلى ماذا نتحالف وكيف سنقوم بتنفيذ ما تحالفنا عليه) عند معرفة الإجابة على الأسئلة السابقة سيقوم حزب D66 بتحديد موقفه من المشاركة في الحكومة الهولنديّة بزعامة مارك روتّه من عدمها مع العلم أنّ الحزب هو الثاني بين أحزاب البرلمان وعدم مشاركته في الحكومة سيجعل تشكيلها أمراً مستحيلاً أو ستجعل مارك روتّه يذهب نحو تشكيل حكومة يمينيّة تضمّ أحزاب يرفض التعاون معها (Pvv -Fvd) .
من ناحيتها قالت (ليليان بلومين) زعيمة حزب العمل أنّ الحزب لم يرغب بسحب الثقة من مارك روتّه لإنّ ذلك سيكون له تداعيات كبيرة والدخول في حالةً من الفراغ التي لا أحد يريدها وأضافت أنّها لا ترغب بالتأكيد أنّ يكون روتّه هو رئيس الوزراء ولكن هذا الأمر له حسابات معقّدة.

مع إعلان مارك روتّه أنّه سيتّجه نحو مقاعد المعارضة في حال لم يستطع تشكيل الحكومة الجديدة فإنّ هذا يضع الجميع أمام خياراتٍ صعبة سيكون أوّلها التراجع عن المواقف المسبقة التي طرحتها الأحزاب برفض الإنضمام إلى حكومة يشكّلها مارك روتّه وسيكون هذا هو الخيار الأفضل .
سيكون الخيار الثاني الذهاب نحو تشكيل حكومة من سبعة أحزاب سياسيّة للحصول على الأكثريّة البرلمانيّة وذلك من خلال ضمّ عدد كبير من الأحزاب السياسيّة الصغيرة للحصول على عدد كافي من المقاعد ولكنّ هذا النوع من الحكومات لن يكون لديها القدرة على الإستمرار بسبب الخلافات التي ستنشأ بين تلك الأحزاب ومع إعلان أوّل حزب صغير عن إنسحابه من الحكومة ستفقد تلك الحكومة أغلبيّتها البرلمانيّة وستسقط .
باقي الإحتمالات ستكون صعبةً للغاية فذهاب مارك روتّه للتحالف مع الأحزاب اليمينيّة وتشكيل حكومة جديدة تعتمد على الفكر اليميني سيكون أمراً مستبعداً للغاية والدعوة لإنتخابات برلمانيّة جديدة ستكون مضيعة للوقت الذي تحتاجه هولندا للخروج من أزمتها .
أخبار هولندا
سيكون الخيار الثاني الذهاب نحو تشكيل حكومة من سبعة أحزاب سياسيّة للحصول على الأكثريّة البرلمانيّة وذلك من خلال ضمّ عدد كبير من الأحزاب السياسيّة الصغيرة للحصول على عدد كافي من المقاعد ولكنّ هذا النوع من الحكومات لن يكون لديها القدرة على الإستمرار بسبب الخلافات التي ستنشأ بين تلك الأحزاب ومع إعلان أوّل حزب صغير عن إنسحابه من الحكومة ستفقد تلك الحكومة أغلبيّتها البرلمانيّة وستسقط .
باقي الإحتمالات ستكون صعبةً للغاية فذهاب مارك روتّه للتحالف مع الأحزاب اليمينيّة وتشكيل حكومة جديدة تعتمد على الفكر اليميني سيكون أمراً مستبعداً للغاية والدعوة لإنتخابات برلمانيّة جديدة ستكون مضيعة للوقت الذي تحتاجه هولندا للخروج من أزمتها .
أخبار هولندا