قرّر الشاب السوري( طارق الأوس) عدم الترشّح ضمن قوائم حزب الخضر للمنافسة على مقعد في البرلمان الألماني بسبب تعرّضه للتهديد وتصرّفات عنصريّة واجهها بعد أن أعلن عن رغبته بالترشّح بداية شهر شباط الماضي وأضاف السيّد (طارق الأوس) أنّه تلقّى تهديدات عالية المستوى وذات طابع عنصري حسب ما ذكر موقع (فيلت) الألماني الذي أجرى المقابلة مع الشابّ .
وكان (طارق الأوس) قد حصل على الجنسسيّة الألمانيّة بعد أن إستوفى الشروط المطلوبة ووجد أنّه يستوفي الشروط المطلوبة للدخول في المنافسة الإنتخابيّة وكان مرشّحاً لحزب الخضر عن ليمثّل إحدى المناطق بولاية شمال الراين وكان يأمل أن يكون أوّل لاجئ سوري ينافس أو يحصل على مقعد في (البوندستاغ) وهو البرلمان الألماني في الإنتخابات التي ستجري في السادس والعشرين من أبريل القادم ويعتبر حزب الخضر في المانيا من الأحزاب المرشّحة لتحقيق نتائج كبيرة في هذه الإنتخابات بعد تصاعد شعبيّته .
ويقول السيّد طارق (أنّه كان يأمل أن يكون صوت مئات آلاف الناس الذين أجبرتهم الحرب على الفرار من بلدانهم وكان المرشّح المنسحب منخرطاً في السياسات المحليّة وكان ناشطاً ضمن الحملات والمظاهرات التي كانت تقام من أجل دعم حقوق اللاجئين وكذلك كان يعمل على تنظيم المظاهرات التي تدعم الجمعيّات الخيريّة المهتمّة بشؤون اللاجئين وتمد يد العون للمهاجرين العالقين في البحر المتوسّط ولم توضح المصادر الألمانيّة إن كان طارق الأوس سيقوم بتقديم بلاغات للشرطة لملاحقة الأشخاص الذين قاموا بتهديده للإنسحاب من تلك الإنتخابات أو الأشخاص الذين تعاملوا معه من منطلق عنصري .
ولا تزال هناك العديد من التقارير التي تشير إلى مستوى مرتفع من العنصريّة يتمّ التعامل بها مع المهاجرين أو اللاجئين في المجتمع الألماني على الرغم أنّ القانون الألماني يعاقب على هذه التصرّفات .
وكان( الأوس ) طالباً في جامعة حلب يدرس الحقوق زمع إندلاع أحداث الثورة السوريّة شارك بالمظاهرات السلميّة في مدينته وقدّم المساعدات للهلال الأحمرومع خوفه من الإعتقال قرّر مغادرة البلاد وقد وصل إلى ألمانيا مع مئات آلاف اللاجئين عبر طريق البلقان وإنتهت به رحلة الهجرة بالوصول إلى ألمانيا والإقامة في صالةٍ رياضيّةٍ في مدينة (بوخوم) بسبب الضغط الكبير الذي كانت تعانيه مراكز إستقبال اللاجئين في المانياوبسبب صدمته من الظروف المعيشيّة لطالبي الجوء في المانيا شارك في تأسيس مبادرة تسعى لتحسين الظروف المعيشيّة لهذه الفئة .
بعد تعلّم اللغة الألمانيّة خلال ستّة أشهر عمل (طارق الأوس) كمساعد إجتماعي كانت مهمّته تقديم المشورة للقادمين الجدد في المانيا وشارك في تأسيس تحالف (الجسر البحري) الذي كان يحاول نقل صورة اللاجئين العالقين في الجزر اليونانيّة أو الذين يحاولون الوصول عبر قوارب الموت القادمة من ليبيا .
السيّد (طارق الأوس) كان نموذج للقادم الجديد في المانيا حيث كان الصوت المدافع عن قضايا اللاجئين وحاول من خلال النشاطات العديدة التي قام بالمشاركة فيها إيصال صوت من لا صوت لهم لإصحاب القرار في المانيا ولكن يبدوبعد أن أعلن المرشّح إنسحابه بسبب التهديدات عالية المستوى والمعاملة العنصريّة أن القوانين التي يتمّ فرضها في هذا المجال لم تغيّر الكثير بالنسبة للعديد من المجتمعات التي لازالت تنظر للقادم الجديد على أنّه إنسان بدرجة أقلّ من السكّان الأصليّين .
من غير المحتمل كان حصول (طارق الأوس) على مقعد ضمن البرلمان الألماني(بوندستاغ) ولكن الدستور الألماني كان يكفل له حقّ المشاركة والتجربة طالما أنّه إستوفى السروط القانونيّة المطلوبة .
أخبار هولندا