رفضت بلديّة أمستردام الطلب الذي تقدّم به ممثّلوا الجالية المسلمة في المدينة بالحصول على قطعة أرض من خلال عقد إيجار دائم كان الهدف من الطلب تأسيس مقبرة إسلاميّة في المدينة .
قالت البلديّة في أسباب الرفض أنّ الأراضي تعتبر قليلة في أمستردام بسبب الضغط السكّاني الكبير كذلك فإنّ عقود الإيجار الدائمة للأراضي لا يمكن منحها سوى للمشاريع الدائمة مثل شركات البناء التي تقوم بعمل محاضر وشقق سكنيّة والمشاريع التي يتوجّب أن يكون لديها قطعة أرض ثابت يمكن أن يتمّ إستحدامها كمخازن وأضافت البلديّة أنّ موضوع إنشاء مقبرة ذات صبغة دينيّة في أمستردام سيعزّز الإنقسام في المجتمع حيث سيطلب الجميع الحصول على نفس الطلب وقالت أنّها يمكن أنّ تساهم أكثر في حال كانت تلك المقبرة ستضمّ مجموعات دينيّة أخرى غير المسلمين الذين يريدون الدفن الأبدي .
يقوم نظام الدفن في هولندا على مبدأ إستئجار القبور وهي عمليّة يتمّ الإتّفاق عليها مع البلديّات وبعد إنتهاء مدّة عقد الإيجار تقوم البلديّة بما تسمّيه عمليّة(تطهير القبر) من خلال إزالة الجثمان الموجود وتجهيز القبر من أجل إعادة تأجيرة مرّةً أخرى وتتمّ هذه العمليّة غالباً كل ّ عشر سنوات .
التقدّم بطلب الحصول على أرض لإنشاء مقبرة إسلاميّة في أمستردام جاء نتيجة الضغط الكبير الذي عانت منه مقبرة(ألميرا) الإسلاميّة حيث وصلت معدّلات الدفن إلى (35-40) جنازة خلال الأسبوع الواحد ويأتي هذا الإرتفاع الكبير في عدد الجنازات بسبب عدم القدرة على إرسال جثمان الأشخاص الذين توفّوا إلى مسقط رأسهم وخاصّةً المغرب وتركيّا حيث تنشط لدى الجاليتين المسلمتين في هولندا جمعيّات خاصّة تقوم بتسيير إجراءات نقل المتوفّي إلى بلده الأصلي ليدفن هناك ولكن مع دخول إجراءات الحظر وتوقّف المطارات أصبحت هذه العمليّة معقّدةً ومكلفة لأبناء تلك الجاليات .
السبب الثاني الذي جعل الطلب يزداد للحصول على قبور إسلاميّة تضمن الدفن الدائم هو رغبة الجيل الجديد من مسلمي هولندا الذين يجدون إنتماء كبير لهولندا ويعتبرونها وطنهم ويرغبون بالدفن في أراضيها مما يجعل إمكانيّة زيارة قبورهم من قبل الأبناء والأحفاد أكثر سهولة .
تتولّى عمليّات الدفن وأستخراج التصاريح والإجراءات مجموعة من الجمعيّات الإسلاميّة التي تعتبر مختصّة في هذا المجال ويقوم الأفراد عادةً أثناء حياتهم بالإشتراك في واحدة من هذة الجمعيّات من خلال دفع رسوم شهريّة وهو ما يعرف بإسم(تأمين الوفاة) حيث تتولّى تلك الجمعيّة كافّة المصاريف والنفقات المترتّبة على عمليّة الدفن حيث يقدّر ثمن القبر الأسلامي بحوالي(8500) يورو وهو مبلغ كبير نسبيّاً .
هولندا الأخباريّة