منذ بدية أزمة الإنتشار لفايروس(كورونا) في هولندا وباقي الدول الأوروبيّة كانت المؤتمرات الصحفيّة التي يعقدها رئيس الوزراء المستقيل (مارك روتّه) ووزير الصحّة (هوغو دي يونغ) دائماً ماتنتهي بمجموعة من الإجراءات التي يتمّ إقرارها لتشديد القوانين وفرض قواعد جديدة وكان رئيس الوزراء يصرّح بشكلٍ دائم أنّ تلك القرارات التي تمّ إتّخاذها جاءت بناءً على نصيحة(الخبراء)فمن هم هؤلاء الخبراء الذين تقول الحكومة الهولنديّة أنّها تعتمد عليهم في إدارة الأزمة :
الطرف الأوّل من مجموعة (الخبراء) هو المعهد الوطني للصحّة العامّة والبيئة (RijksInstituut voor Volksgezondheid en Milie) وهو ما يعرف إختصاراً (RIVM) يقوم المعهد بإصدار تقرير يومي عن عدد الفحوصات التي تمّ إجراؤها ونسبة الإصابات والأعداد اليوميّة وهل هناك إرتفاع أو إنخفاض في معدّلات إنتشار الفايروس من خلال التجارب والأبحاث يعتبر المعهد الوطني (وهو معهد حكومي) نفسه مسؤول عن الوصول إلى صحّة جيدة للجميع .
الطرف الثاني من مجموعة( الخبراء)هو فريق مكافحة إنتشارالأوبئة(Outbreak Management Team) ويعرف إختصاراً (OMT) وهو مجموعة من الخبراء والباحثين الذين ينتمون إلى جهات مختلفة مثل(الجمعيّة الهولنديّة لعلم الأحياء الدقيقة) وكذلك (جمعيّة طبّ الأطفال الهولنديّة) وجمعيّة من الخبراء المتخصّصين في (أمراض الشيخوخة) والعديد من الجهات العلميّة والطبيّة الأخرى ويصل عدد الخبراء في هذا الفريق إلى ثلاثة عشر خبيراً مختصّاً ومهمّة هذا الفريق هي إعطاء النصائح للحكومة حول الإجراءات التي يجب إتّباعها في كلّ مرحلةٍ وذلك بالإعتماد على التقارير التي تصدرها (RIVM) والنصائح بالتشديد أو التخفيف تأتي من هذا الفريق حيث تعتمد الحكومة على نصائح(OMT) فيما يجب عمله .
في السابع من أبريل الماضي وخلال مؤتمره الصحفي قال رئيس الوزراء المستقيل (مارك روتّه) أنّ آراء الخبراء تعتبر مقدّسةً بالنسبة إليه ,وقد أعطت الحكومة إنطباعاً بأنّها تتبع نصائح الخبراء في كلّ شيء بدايةً من إرتداء قناع الفم مروراً بمسافة الأمان (1,5)م وإغلاق المتاجر غير الأساسيّة وإنتهاءً بالحظر المسائي الذي تمّ إقراره أخيراً مع الكثير من الجدل حوله حيث قال الجميع أنّه لا يوجد مايثبت دور هذا الإجراء في تقليل أعداد المصابين وإنخفاض معدّلات الإصابة .
المعارضون لقرارات الحكومة كانوا يتهمونها بأنّها تعمل وفق مبدأ ردّ الفعل وهذه التقارير التي تصدر لا تعني شيئاً فخلال العديد من المرّات كانت الأرقام ترتفع رغم نصائح (OMT) ويضيف المعارضون أنّه عندما تريد الحكومة تشديد الإجراءات نجد أنّ الأعداد بدأت ترتفع بشكل كبيرمما يبرّر للحكومة فرض إجراءات جديدة وعندما إندلعت أعمال الشغب في هولندا إحتجاجاً على حظر التجوّل المسائي إنخفضت الأعداد فجأة مما سمح بإعادة إفتتاح المدارس الإبتدائيّة ودور رعاية الأطفال .
يقول المعارضون للأداء الحكومي في مواجهة إنتشار الفايروس أنّ الحكومة المستقيلة ليس لديها خطّة واضحة للخروج من الأزمة بل على العكس فنتيجة الأخطاء أصبحت هولندا من آواخر الدول الأوروبيّة التي بدأت حملة اللقاح بينما قالت التقارير الإقتصاديّة أنّ هولندا كانت أبطأ إقتصاد أوروبّي نموّاً في العام الماضي
ولكن هل تعتقد أنّ الحكومة الهولنديّة كان لها دور في تقديرأعداد المصابين مما يسمح لها بفرض إجراءات جديدة تمّ إعتمادها في دول مجاورة كألمانيا مثلاً أمّ أن ّ فريق الخبراء الهولندي هو من يدير الأزمة ويقود هولندا نحو الأمان ؟
هولندا الأخباريّة
هولندا الأخباريّة