تعتبر هولندا من الدول التي تعتمد في نظام الحكم لديها على ما يعرف بالنظام الملكي الدستوري حيث يحكم هولندا ملك ويتواث الحكم بين أبناءه ولكنّ صلاحيّات الملك لا تكون واسعةً بل هي مقيّدة ويتمّ تحديدها من خلال الدستور الهولندي بينما يكون الحكم الفعلي وإدارة البلاد وتحديد سياساتها الداخليّة والخارجيّة عن طريق مجلس الوزراء بينما تكون مهمّة البرلمان مراقبة عمل مجلس الوزراء بالإضافة إلى إمكانيّة إقتراح قوانين أو طلب تعديل لمواد تمّ إقرارها سابقاً ويتكوّن مجلس النوّاب من قسمين (الغرفة الأولى والغرفة الثانية) ولكلّ قسمٍ صلاحيّات يحدّدها الدستور .
تعتمد الحياة السياسيّة في هولندا على نظام الإنتخابات المباشرة بين الأحزاب التي تتنافس من خلال برامجها الإنتخابيّة للحصول على أكبر عدد ممكن من المقاعد في البرلمان حيث يقوم الحزب صاحب الكتلة البرلمانيّة الأكبر بإجراء مشاورات مع باقي الأحزاب لتشكيل(إئتلاف حكومي)أو مجلس الوزراء بينما تذهب الأحزاب التي ترفض المشاركة في الحكومة لتشكيل جبهة معارضة ضمن البرلمان وسنعرض هنا لكلّ قسمٍ من أقسام الحياة السياسيّة في هولندا مع عرض الصلاحيّات التي يتمتّع بها .
البرلمان الهولندي :يتألف البرلمان الهولندي من قسمين :
الغرفة الأولى (EersteKamer) وتعرف أيضاً بإسم مجلس الشيوخ الهولندي وأعضاء المجلس لايتمّ إنتخابهم بشكلٍ مباشر من قبل الشعب الهولندي ولمن يتمّ إنتخابهم من قبل أعضاء مجالس البلديّات لذلك تعتبر الصلاحيّات التي يتمتّع بها مجلس الشيوخ قليلة ويقتصر دوره على تقديم النصيحة وإعطاء وجهة نظره حول القوانين التي تتمّ مناقشتها ولا يحقّ لمجلس الشيوخ طرح قوانين جديدة أو الإعتراض على القوانين النافذة وعند تصويت مجلس الشيوخ يجب عليه إمّا رفض القانون أو الموافقة عليه ولا يحقّ له طلب إدخال إي تعديل على القانون لذلك يعتبر الدور الأساسي لمجلس الشيوخ المساعدة في إتّخاذ القرار من خلال إعطاء رأي إضافي ولكن هذا الرأي غير ملزم ويتكوّن المجلس من (75) عضو .
الغرفة الثانية (Tweede Kamer) وتشكّل البرلمان الفعلي لهولندا ويبلغ عدد أعضاءها(150) نائب برلماني يتمّ إختيارهم من خلال الإنتخاب المباشرالذي يتمّ إجراؤه في هولندا كلّ أربع سنوات .
يكون أغلب أعضاء البرلمان من منتسبي الأحزاب السياسيّة الهولنديّة حيث يتقدّم كل حزب سياسي هولندي بقوائم إنتخابيّة تضمّ الأعضاء الذين يمثّلونه في الإنتخابات البرلمانيّة ويعتبر البرلمان صاحب الدور الأساسي في مراقبة أعمال الحكومة ويحقّ له طلب إجراء تعديلات على القوانين كما يحقّ له طلب إدخال قوانين جديدة ليتمّ إقرارها ويمكن للبرلمان طلب حضور أيّ وزير للمساءلة في حال وجود تقصير .
دور البرلمان حيويّ جدّاً في هولندا وهو يعتبر أداة مراقبة السياسة الحكوميّة حيث أدّى تقرير اللجنة البرلمانيّة برئاسة(كريس فان دام ) حول قضيّة بدلات رعاية الأطفال في هولندا إلى إستقالة حكومة السيّد مارك روتّه وهذا يعطي مؤشّر واضح على مدى الصلاحيّات التي يتمتّع بها .
مجلس الوزراءبعد إجراء الإنتخابات البرلمانيّة وفرز الأصوات يتوضّح حجم التمثيل الحقيقي لكلّ حزبٍ سياسيّ هولنديّ على أرض الواقع حيث تعبّر الإنتخابات عن رأي الشارع الهولندي ورغبته حول شكل الحكومة القادم لذلك يطلب الملك من الحزب صاحب الكتلة النيابيّة الأكبر البدء بمشاورات تشكيل الحكومة الهولنديّة القادمة ويطلب من التشكيل الحكومي الحصول على(76) صوت من أصوات البرلمان ليحظى بالثقة لذلك تتوافق الأحزاب الفائزة فيما بينها للحصول على الأصوات المطلوبة.
يكون عمل مجلس الوزراء أو ما يعرف لاحكومة هو الإدارة الفعليّة للبلاد ضمن السياسة أو البرنامج الذي قامت بتقديمه للبرلمان وتوضّح فيه سياساتها القادمة يتطلّب تشكيل الحكومة الهولنديّة عادةً تشكيل إئتلاف حكومي من أربع أحزاب لضمان الحصول على النصاب القانوني تسقط الحكومة في حال إنسحاب أحد أحزاب الإئتلاف وتقدّم إستقالتها للملك
صلاحيّات الملك الهولندي بعد إنتهاء الإنتخابات البرلمانيّة يقوم الملك بتكليف الحزب صاحب التمثيل الأكبر بتشكيل الحكومة ويتمّ تقديم التشكيل الحكومي للملك وتقسم الحكومة أمام الملك وتقدّم إستقالتها للملك الذي يعتبر رئيس مجلس الدولة وهو عضو في الحكومة الهولنديّة ولكن لا يمكن للبرلمان إستدعاء الملك للمساءلة حيث يعتبرالملك محمي ويمكن مساءلة الحكومة عن تصرّفات الملك وتصريحاته.
يعتبرالملك رئيس مجلس القضاء الأعلى حيث يقسم القضاة أمامه ولكن لا يملك صلاحيّات عزل أو تعيين القضاة أو نقلهم من أماكن عملهم ويقوم الملك بالزيارات الرسميّة بإسم هولندا ويستقبل الضيوف من الدول الأخرى وللعائلة المالكة مخصّصات ماليّة سنويّة يتم إقرارها في مجلس الوزراء ويجتمع رئيس الوزراء مع الملك بشكلٍ دوري للنقاش حول القضايا التي تخصّ المجتمع الهولنديّ .
الحياة السياسيّة في هولندا تعتبر تكاملاً بين الأدوار التي تلعبها جميع المكوّنات حيث تحاول كلّ جهةٍ تقديم الأفضل للشعب الهولندي من خلال الدور الذي تمارسه وتعتمد الحياة السياسيّة بشكلٍ أساسي على رغبة الشعب التي يعبّر عنها من خلال الإنتخابات البرلمانيّة التي يتمّ إجراءها وما ينتج عنها من تشكيلٍ حكومي هو بالأساس جاء نتيجة حصوله على تصوييت الشعب ورغبته في التغيير .
هولندا الأخباريّة